للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ (١)، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ (٢) الْمَائِلَةِ (٣)، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» (٤). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

٤٨ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ (٥) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ (٦) لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ (٧)». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟ (٨)» (٩). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


(١) قيل معناه: مائلات إلى الشر مميلات للرجال إلى الافتتان بهن. وقيل: مائلات زائغات عن طاعة الله، مميلات أي: معلمات غيرهن الدخول في مثل فِعلهن المذموم. وقيل: مائلات أي: متبخترات في مشيتهن، مميلات أعطافهن وأكتافهن. وقيل: مائلات يمشطن المشطة المائلة وهي مشطة البغايا، مميلات يمشِّطن غيرَهن تلك المشطة.
(٢) البُخت: الإبل.
(٣) قيل معناه: أنهن يُكَبِّرن رؤوسهن بما يصِلْنه من الشعر أو بِلَفِّ عمامة أو عصابة أو نحوها، فيشبه أسنمة الإبل في ارتفاعها. وقيل: إنهن يطمحن إلى الرجال، ولا يغضضن أبصارهن، ولا ينكِّسن رؤوسهن.
(٤) وهذه هي شروط حجاب المرأة المسلمه: الشرط الأول: استيعاب جميع البدن، على خلاف في الوجه والكفين. الثاني: أن لا يكون زينة في نفسه. الثالث: أن يكون صفيقًا لا يشف. الرابع: أن يكون فضفاضًا غير ضيق فيصف شيئًا من جسمها. الخامس: أن لا يكون مبخرًا مطيبًا. السادس: أن لا يشبه لباس الرجل. السابع: أن لا يشبه لباس الكافرات. الثامن: أن لا يكون لباس شهرة. وقد فصَّل هذه الشروط وذكر أدلتها الشيخُ الألباني رحمه الله في «جلباب المرأة المسلمة» (ص: ١٣١ وما بعدها).
(٥) سنن: طريق.
(٦) وهو من أضيق الجحور وأخبثها.
(٧) هذا كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي.
(٨) أي: فمن غيرهم؟ وهذا استفهام على وجه الإنكار، أي: ليس المراد غيرهم.
(٩) قال الإمام ابن بطال في «شرح صحيح البخاري» (١٠/ ٣٦٦): «فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن أمته قبل قيام الساعة يتبعون المحدثات من الأمور، والبدع والأهواء المضلَّة، كما اتبعتها الأمم السابقة من اليهود والنصارى، حتى يتغير الدين عند كثير من الناس، وقد أنذر - صلى الله عليه وسلم - فى كثير من حديثه أن الآخر شر، وأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأن الدين إنما يبقى قائمًا عند خاصة من المسلمين لا يخافون العداوات، ويحتسبون أنفسهم على الله فى القول بالحق، والقيام بالمنهج القويم فى دين الله» اهـ بتصرف يسير.

<<  <   >  >>