(٢) «عن عمره»: أي: حياته وبقائه في الدنيا «فيم أفناه»: في طاعة أم معصية. (٣) أي: تعلمه لوجه الله تعالى خالصًا فيُثاب عليه، أو رياء وسمعة فيُعاقب عليه إن شاء الله تعالى، وهل عمل به أم لم يعمل؟ (٤) «من أين اكتسبه»: أمِن حلال أو حرام؟ «وفيم أنفقه»: أي: في طاعة أو معصية. (٥) أي: في طاعة مولاه أم في معصيته. (٦) فيه إثبات صفة الفرح لله عز وجل، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. تعالى الله عما يقول المعطِّلة علوًّا كبيرًا. (٧) أي: وقع عليه وصادفه من غير قصد. (٨) أضله: فقده. فلاة: صحراء. (٩) قال الإمام ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» (١/ ٢٨٦): «فالله سبحانه يحب التوابين، حتى إنه من محبته لهم يفرح بتوبة أحدهم أعظم فرح، ولولا المحبة التامة للتوبة ولأهلها لم يحصل هذا الفرح، يقول بعض العارفين: لو لم تكن التوبة أحب الاشياء إليه لَمَا ابتلى بالذنب أكرم المخلوقات عليه. فالتوبة هي غاية كمال كل آدمي، وإنما كان كمال أبيهم بها، فكم بين حاله وقد قيل له: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: ١٨ - ١٩] وبين قوله: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: ١٢٢] فالحال الأولى حال أكل وشرب وتمتُّع، والحال الأخرى حال اجتباء واصطفاء وهداية، فيا بُعد ما بينهما! ولمَّا كان كماله بالتوبة كان كمال بنيه أيضا بها، فكمال الآدمي في هذه الدار بالتوبة النصوح، وفي الآخرة بالنجاة من النار ودخول الجنة، وهذا الكمال مرتَّب على كماله الأول. والمقصود أنه سبحانه لمحبته التوبة وفرحه بها يقضي على عبده بالذنب، ثم إن كان ممن سبقت له الحسنى قضى له بالتوبة، وإن كان ممن غلبت عليه شقاوته أقام عليه حجة عدله وعاقبه بذنبه» اهـ باختصار. وقال في موضع آخر (١/ ٢٩٤): «إن الله سبحانه يحب التائب ويفرح بتوبته أعظم فرح، وقد تقرر أن الجزاء من جنس العمل، فلا تنس الفرحة التي تظفر بها عند التوبة النصوح، وتأمل كيف تجد القلب يرقص فرحًا وأنت لا تدري بسبب ذلك الفرح ما هو؟ وهذا أمر لا يحس به إلا حي القلب، وأما ميت القلب فإنما يجد الفرح عند ظفره بالذنب ولا يعرف فرحًا غيره، فوازن إذن بين هذين الفرَحيْن، وانظر ما يعقبه فرح الظفَر بالذنب من أنواع الأحزان والهموم والغموم والمصائب، فمن يشتري فرحة ساعة بغم الأبد؟ وانظر ما يعقبه فرح الظفر بالطاعة والتوبة النصوح من الانشراح الدائم والنعيم وطيب العيش، ووازن بين هذا وهذا، ثم اختر ما يليق بك ويناسبك، وكلٌّ يعمل على شاكلته، وكل امرئ يصبو الى ما يناسبه» اهـ.