جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... وسيطًا فلم تظلم ولم تتحوب
فأنت الذي لولاك لم يعرف الورى ... - ولو جهدوا - ما صادق من مكذب
وكان رحمه الله تعالى يشعر أنه المدافع عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحامل لواءها، فقد قال يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدًا يقدر يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي.
وقال السمعاني كان أحد الحفاظ المتقنين المكثرين، وكان يضرب به المثل في الحفظ.
وقال الذهبي: الإمام الحافظ المجود شيخ الإسلام، علم الجهابذة.
وقال أيضًا وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه، والاختلاف، والمغازي، وأيام الناس، وغير ذلك.
وقال أيضًا الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان.
وقال أيضًا أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
وقال ابن كثير الحافظ الكبير أستاذ هذه الصنعة، وقبله وبعده، إلى زماننا هذا، سمع الكثير وصنف وألف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل، والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره، ونسيج وحدهء وإمام دهره ... وكان من صغره موصوفًا بالحفظ الباهر، والفهم الثاقب، والبحر الزاخر.
وقال السبكي الإمام الجليل أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ البغدادي الحافظ المشهور الاسم، صاحب المصنفات، وإمام زمانه، وسيد أهل عصره، وشيخ أهل الحديث.
وقال ابن خلكان الحافظ المشهور، كان عالمًا حافظًا فقيهًا.
أصبح الدَّارَقُطْنِيّ رحمه الله تعالى يضرب به المثل في الحفظ والعلم، فإذا أراد العلماء أن يثنوا على حافظ شبهوه بالدَّارَقُطْنِيّ، قال ابن ماكولا يصف شيخه الخطيب البغدادي ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن علي بن عمر من يجري مجراه.
وقال المؤتمن الساجي ما أخرجت بغداد بعد الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من الخطيب.
وقال أبو إسحاق الشيرازي الخطيب يشبه بالدَّارَقُطْنِيّ، ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في الخطيب أيضًا هذا دارقطني عهدنا.
ولقد كان الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى يعرف قيمة الدَّارَقُطْنِيّ حق المعرفة، قال أبو نصر محمد بن سعيد المؤدب، عن أبيه أنه قال قلت لأبي بكر الخطيب عند لقائي