للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن جماعة أنه يجوز ابتداؤهم بالسلام للضرورة والحاجة، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - «يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله» (١).

أما ما ورد في الحديث من اضطرارهم إلى أضيق الطريق، فالمقصود بذلك إشعارهم بالذلة والمهانة بسبب ما هم فيه من كفر، حتى يسلموا فيدخلوا في عزة الإسلام أو يستكينوا فلا يتطاولون على الإسلام والمسلمين بأذى أو يظهروا عداوتهم فيحاربوا مع الكفار المحاربين.

وهذا الاضطرار والتضييق عليهم في الطريق ليس مطلقا، بل بشرط أن لا يلجئهم إلى الوقوع في وهدة، أو الاصطدام بجدار ونحو ذلك، لأن المقصود الإهانة المعنوية دون الأذى الجسدي (٢).

حيث إن ابتداءهم بالسلام، وتصديرهم في المجالس والطرق، إعزاز لهم ولما يمثلونه من كفر، وذلك مخالف لما دلت عليه الآيات القرآنية في قوله تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: ٢٩] وقول الله تعالى: (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) [التوبة: ١٢٣] وعلى ذلك يمكن أن يقاس صاحب البدعة.


(١) رواه مسلم: انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٤/ ١٤٦).
(٢) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٤/ ١٤٤ - ١٤٧) وانظر الجامع الصحيح (٧/ ٣ - ٥) الحاشية على تلك الصفحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>