للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطيبي (١): إن المختار من الأقوال، أن المتبدع لا يبدأ بالسلام (٢) اهـ.

وقال آخرون: إن النهي عن البدء بالسَّلام يحمل على الكراهية لا على التحريم حيث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستألف الكفار بالأموال الطائلة فكيف بالكلام الحسن؟ (٣) اهـ.

فمن قصد بالسلام تألفهم للدعوة إلى الله فهذا في حقه السلام مباح، ومن قصد بالسلام ملاطفتهم في معاملات تجارية ونحو ذلك فابتداؤهم بالسلام مكروه، وأما من ابتدأهم بالسلام تعظيما لهم وإكراما لمقامهم، وطلبا لرضاهم، ومحبة لهم، فهذا محرم يتنافى مع الآيات القرآنية والحديث المتقدم (٤)، ويتعارض صراحة مع قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) [الممتحنة: ١] والسلام هو شعار المودة ودليلها البارز قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» (٥).


(١) هو الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي (شرف الدين) عالم مشارك في أنواع العلوم توفي في ١٣ شعبان سنة (٧٤٣هـ) من تصانيفه الكاشف عن حقائق السنن النبوية، التبيان في المعاني والبيان مقدمة في علم الحساب، أسماء الرجال فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب في التفسير انظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (٤/ ٥٣).
(٢) انظر حاشية الجامع الصحيح (٧/ ٥).
(٣) انظر المصدر السابق المكان نفسه وانظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٤/ ١٤٥).
(٤) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٤/ ١٤٤ - ١٤٧) انظر حاشية الجامع الصحيح (٧/ ٣ - ٥).
(٥) رواه مسلم، انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين ص (٦٦١) ورقم (٨٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>