للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا فالسلام على الكفار تعظيما وإكراما وتحية لهم وطلبا لرضاهم أمر لا يجوز للآية المتقدمة وللحديث الذي يدور حوله النقاش وإذا تقرر عدم السلام بهذا الوصف، خوفا لما يجر إليه من مودة وموالاة للكفار.

فكيف حال من يستقبلون قتلة المسلمين من اليهود والنصارى والمرتدي بالمعانقة والاستبشار، وأيديهم لا تزال تقطر من دماء المسلمين المنكوبين؟

إن هؤلاء الذين يتلقون الكفار وأباههم البشاشة والإكرام، ويقدمون لهم الهداية الثمينة، والأموال الطائلة، ويرسلون إليهم التهاني، والرسائل التي تبالغ في مدحهم واطرائهم، ومدح ما هم فيه من كفر وضلال وحتى في مناسبات سخيفة ساذجة عليهم أن يراجعوا أنفسهم إذا أرادوا السير مع الإسلام سيرا حقيقيا قبل (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) [الزمر: ٥٦].

وقد روى أبو داود، وأحمد عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل» (١).

ثانيا: ما أخرجه النسائي والبيهقي وأحمد أن جريرًا قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع فقلت: يا رسول الله أبسط يدك حتى أبايعك واشترط عليَّ فأنت أعلم قال: أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين وتفارق المشركين (٢).


(١) انظر سنن أبي داود كتاب الأدب (٥/ ٢٥٧ح ٤٩٧٧) وقال الألباني: إسناده صحيح انظر المشكاة (٣/ ١٣٤٩ح ٤٧٨٠) وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (١) رقم الحديث (٣٧١) وانظر مسند أحمد (٥/ ٣٤٦).
(٢) قال الألباني إسناده صحيح انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٢/ ٢٣٠) رقم الحديث (٦٣٦) وانظر سنن النسائي (٧/ ١٤٨) وانظر سنن البيهقي (٩/ ١٣) وانظر مسند أحمد (٤/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>