للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل بالصليبيين أعداء الإسلام والمسلمين، وتحالف معهم على قتال أخيه نجم الدين، وأعطاهم مقابل ذلك مدينة صيدا، على رواية السبكي (١) وكذلك قلعة صفد وغيرها على رواية المقريزي (٢) وأمعن إسماعيل في هذه الخيانة، فسمح للصليبين أن يدخلوا دمشق، ويشتروا منها السلاح وآلات الحرب، وما يريدون.

فأثار هذا الصنيع المنكر استياء عامة المسلمين وعلمائهم فهب الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام وصعد على منبر الجامع الأموي بدمشق في يوم الجمعة، وخطب الناس وأفتى بتحريم بيع السلاح للأعداء، وأنكر بشدة على الملك إسماعيل خيانته وفعلته النكراء، وألغى من الخطبة الدعاء المتعارف عليه للسلطان إسماعيل وهذا بمثابة الإعلان بنزع البيعة منه، وأبدل ذلك بقوله: (اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر) (٣) اهـ.

ولم يكن السلطان حاضرًا تلك الخطبة، فلما علم أمر بعزل الشيخ واعتقاله، مع صاحبه الشيخ ابن الحاجب المالكي لاشتراكه معه في هذا الإنكار (٤).

سابعا: قال ابن جرير الطبري في قوله تعالى: (فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) [آل عمران: ٢٨] يعني: فقد برئ من الله وبرئ الله منه لارتداده عن دينه (٥) اهـ.


(١) انظر طبقات الشافعية للسبكي (٥/ ١٠٠) وبعدها.
(٢) انظر كتاب السلوك للمقزيري (١/ ٣٠٣).
(٣) انظر وا إسلاماه أحمد باكثير (١٠٠).
(٤) المصدر السابق المكان نفسه.
(٥) انظر مجموعة التوحيد (٢٨٨) وانظر الدرر السنية (٢/ ١٧٦) وانظر (٦٥، ٦٦) من هذه الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>