للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثامنًا: يفهم من كلام ابن تيمية رحمه الله قوله: إن ظاهر النصوص يدل على كفر من تولى الكفار، نقل ذلك عنه حمد بن عتيق في بعض ما كتبه (١) وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن المعاون لأعداء الله فقال حكمه حكم المباشر وبهذا قال أبو حنيفة ومالك وأحمد (٢).

تاسعًا: يقول ابن كثير (٣) في تفسيره، إن من يوال الكفار من دون المؤمنين ويسر إليهم بالمودة فهو كافر مرتد، ويستدل على ذلك بقول الله تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) [آل عمران: ٢٨] إلا ما استثنى الله ممن يكره إكراها ملجئا (٤) اهـ.

عاشرًا: يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (لو أن رجلاً أقرَّ بأن الإسلام نهى عن الشرك، ولم يفعل الشرك بنفسه، ولكنه زينه للناس، ورغبهم فيه، أليس هذا كافرا مرتدا) (٥).

وعلى هذا القول يحكم بكفر الذين يدعون إلى الأحزاب الكافرة من شيوعية، أو اشتراكية، أو بعثية، أو ماسونية، أو علمانية، أو نحو


(١) انظر مجموعة التوحيد (٢٨٨) وانظر الدرر السنية (٢/ ١٧٦).
(٢) انظر الفتاوى لابن تيمية (٣٥/ ٩١).
(٣) هو إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي المعروف بابن كثير (عماد الدين، أبو الفداء) ولد سنة (٧٠٠) بجندل من أعمال بصرى، ثم انتقل إلى دمشق ونشأ بها وتعلم العلم فيها فهو محدث، مؤرخ مفسر، فقيه، توفي في شعبان سنة (٧٧٤) هـ ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية رحمهما الله جميعًا رحمة واسعة من تصانيفه تفسير كبير يقع في عشر مجلدات، مختصر علوم الحديث لابن الصلاح، البداية والنهاية في التاريخ، الفصول في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وجامع المسانيد جمع فيه آحاديث الكتب الستة والمسانيد الأربعة: انظر معجم المؤلفين (٢/ ٢٨٣، ٢٨٤).
(٤) انظر مختصر تفسير ابن كثير/ محمد علي الصابوني (١/ ٢٧٦)
(٥) انظر الرسائل الشخصية: محمد بن عبد الوهاب (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>