للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالَّذِينَ آمَنُوا) فكل من كان مؤمنا تقيا، كان لله وليًا، ومن كان لله وليا، فهو ولي لرسوله والمؤمنين.

ومن تولّ الله ورسوله، كان تمام ذلك تولي من تولاه الله ورسوله وهم المؤمنون، الذين قاموا بالإيمان ظاهرا وباطنا، وأخلصوا للمعبود بإقامتهم لواجبات الإسلام.

وقد أفادت أداة الحصر في قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) أنه يجب قصر الولاية على من ذكرهم الله تعالى في الآية والتبري من ولاية غيرهم (١) اهـ.

قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة: ٧١].

يقول سيد قطب رحمه الله في هذه الآية: إن القرآن الكريم يأمر المسلم ويرشده إلى وجوب إخلاص ولائه لربه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولعقيدة الإسلام، وجماعة المسلمين، وعلى ضرورة المفاصلة الكاملة بين الصف الإسلامي الذي يقف فيه المؤمن، وبين كل صف لا يرفع راية الإسلام ولا يتبع قيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا ينضم إلى حزب الله، إن موالاة الفرد ومحبته لغير الجماعة المسلمة معناه الارتداد عن دين الله، والنكول عن طريق الإسلام، الوقوفع في دائرة أولياء الشيطان، أعاذنا الله من ذلك (٢) اهـ.

وعن موالاة الكفار بعضهم لبعض، وعدم جواز دخول المؤمنين معهم


(١) انظر تفسير ابن سعدي (٢/ ٣١١) وانظر تفسير القرطبي (٦/ ٢٢١) وانظر زاد المسير في علم التفسير عبد الرحمن بن الجوزي (٢/ ٣٨٣) وانظر مختصر تفسر ابن كثير محمد علي الصابوني (١/ ٥٢٨) وانظر فتح القدير (٢/ ٥٣).
(٢) انظر في ظلال القرآن سيد قطب (٦/ ٧٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>