للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل عاطفين عليهم، والمراد أنهم مع شرفهم واستعلاء حالهم، واستيلائهم على المؤمنين، خافضون لهم أجنحتهم، ليضموا إلى شرف منصبهم فضيلة التواضع أعزة على الكافرين، أي يظهرون الغلظة والترفع على من كفر بالله، قد اجتمعت هممهم وانعقدت عزائمهم، على معاداة أهل الكفر وحربهم، وبذلوا كل جهد يحصل به الانتصار عليهم (١).

وقد: أكد الله هذا المعنى بعدد من آيات القرآن الكريم منها قول الله تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) [التوبة: ١٢٣].

وقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة: ٧٣] فهذه الآيات وغيرها مما تقدم فيها الدليل القاطع على وجوب موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، وأن ذلك من مطالب الإسلام ومقاصده الأساسية.

إن أهم ما يميز المسلم عن غيره، هو الولاء في الله، فلا الصلاة ولا الزكاة ولا الحج ولا الصوم، ولا غير ذلك من أعمال الإسلام تجعل المسلم مستقيم الإسلام، إذا نقض ولاءه لله وجماعة المسلمة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم» (٢).


(١) انظر مجموعة التوحيد (١١٥) وانظر تفسير القرطبي (٦/ ٢٢٠) وانظر (١٦/ ٢٩٢، ٢٩٣) من الكتاب نفسه، وانظر زاد المسير في علم التفسير (٢/ ٣٨١، ٣٨٢) وانظر (٧/ ٤٤٥) من الكتاب نفسه، وانظر مختصر تفسر ابن كثير للصابوني (١/ ٥٢٧) وانظر (٣/ ٣٥٥) من الكتاب نفسه، وانظر تفسير ابن سعدي (٢/ ٣٠٨) وانظر (٧/ ١١٠، ١١١) من الكتاب نفسه وانظر فتح القدير للشوكاني (٢/ ٢١) وانظر حاشية تفسير الطبري (٦/ ١٦٢) (١ المطبعة الأميرية).
(٢) رواه أحمد بهذه الزيادة وهي وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم روى البخاري الحديث بدون هذه الزيادة، انظر فتح الباري (١٣/ ٥)، وانظر مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>