هو ولي الصالحين قال تعالى:(إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)[الأعراف: ١٩٦].
فالإنسان عندما يتخذ الله وليا إنما يفعل ذلك لأنه أمر كلفه الله به، حيث يريد سبحانه وتعالى، من المسلم التجرد لله من تعظيم سواه، لأن الموالاة والتولي لغير الله، تعظيم لمن والاهم وتولاهم من دون الله، وهذا شرك في التعظيم، فالموالاة هي لب المحبة وثمرتها والشرك في المحبة من أعظم أنواع الشرك قال تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ)[البقرة: ١٦٥].
فمتى أحب العبد غير الله لذاته والتفت إليه بقلبه كان عبدا لما أحبه ورجاه وإذا لم يحب أحدا لذاته سوى الله، وأحب ما يحبه الله تقربا إلى الله كان ذلك من تمام العبودية لله عز وجل، لأن العبد كلما ازدد حبا لله ولما يحبه الله، ازداد عبودية وقربا من الله وهذا الأمر هو جوهر الإسلام وحقيقته التي أرسل الله من أجلها جميع الرسل والأنبياء (١).
فيجب علينا أن نعطي حبنا وولاءنا لله عز وجل أولا ثم لرسوله والمؤمنين بهذا الدين حتى نكون من حزب الله، وتنتفي عنا صفة الانتماء إلى الأحزاب الشيطانية، التي تعبدنا الله ببغضها وعداوتها وجهادها والقضاء عليها، فبالإضافة إلى أن موالاة غير الله شرك، هي كذلك موالاة غير نافعة في الدنيا والآخرة، حيث إن الإنسان يقصد بموالاة من تولاه، أن يتقوى بقوته ويعز بعزته، ويرتفع برفعته، وهل هناك أحد تنطبق عليه تلك الصفات بكمالها غير الله عز وجل؟ فالله يعد الذين آمنوا في مقابل الثقة
(١) انظر رسالة العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية (٥٤ - ٥٨).