للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذه الدرجة تقتضي أن مخالفة ذلك منقصة للإيمان (١):

٣ - عن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحب إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن انقذه الله منه، كما يكره أن يقذف بالنار» (٢) ومحبة الرسول تستلزم محبة كل ما جاء به من عند الله ومعاداة كل من عاداه.

٤ - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» (٣) وقد عد ابن القيم (رحمه الله) من أنواع الكفر، كفر الأعراض عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلا يصدقه، ولا يكذبه ولا يواليه، ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي - صلى الله عليه وسلم - (والله أقول لك كلمة، إن كنت صادقا، فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أكلمك) (٤) اهـ.

فمن هذه الأحاديث وتلك الآيات يزول الشك باليقين في وجوب محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبة كل ما جاء به من عند الله، من الأقوال والأفعال والاعتقادات، وأن من خالف ذلك فليس له في الإيمان حظ أو نصيب.

ومن مقتضيات محبة الله ومحبة رسوله، ومحبة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يحب المرء المسلم إخوانه المؤمنين وجماعة المسلمين فإن هؤلاء تجب محبتهم في الله، ومناصرتهم من أجل دين الله، فقد دلت


(١) انظر تحفة العراقية لابن تيمية (٣٥).
(٢) رواه مسلم انظر صحيح مسلم (١/ ١٦٦) كتاب الإيمان.
(٣) قال النووي: حديث صحيح انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن (٣٩٦).
(٤) انظر مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين ابن قيم الجوزية (١/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>