للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب محبتهم ومناصرتهم بالقول والفعل والاعتقاد ومن الأدلة على ذلك من كتاب الله قول الله تعالى:

١ - (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: ٧١] فقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ) أي ذكورهم وإناثهم بعضهم أولياء بعض أي: في المحبة والموالاة والانتماء والنصرة والتعاطف (١).

٢ - قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [الأنفال: ٧٢].

٣ - قول الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة: ٥٥، ٥٦].

ففي تلك الآيات عقد موالاة ومحبة ومناصرة عقدها الله عزوجل بين المؤمنين، في كل زمان ومكان، وذكر لنا نموذجا في موالاة الذين آمنوا وهاجروا في سبيل الله، كيف استقبلهم إخوانهم الأنصار، الذين آووا ونصروا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من أصحابه، وكيف أعانوهم بأموالهم وأنفسهم وديارهم، حسبما تقتضيه أخوة العقيدة الإسلامية، فصار بعضهم أولياء بعض لكمال إيمانهم، وتمام اتصال بعضهم ببعض (٢).

وقد دلت السنة النبوية المطهرة على وجوب موالاة المسلمين بعضهم لبعض وإليك بعض الأدلة على ذلك.


(١) انظر تفسير ابن سعدي (٣/ ٢٦٤)، وانظر تفسير القرطبي (٨/ ٢٠٣).
(٢) انظر تفسير ابن سعدي (٣/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>