للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو عمل به فهو كافر، لعدم استسلامه وانقياده انقيادا كاملا لله عز وجل (١) اهـ.

وعداوة الكفار أمر واجب على المسلم، ولو كان هذا الكافر من القرابة في النسب قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: ٢٣، ٢٤].

فنهى سبحانه وتعالى في الآية الأولى، المؤمنين عن موالاة وموادة أقرب الناس إليهم إذا كانوا كفارا وبين أن الذي يتولى أباه أو أخاه الكافر، ظالم لنفسه، يحملها على محمل قد حرمه الله عليها فكيف بمن تولى الكافرين وهم أعداء له ولآبائه ولدينه؟ أفلا يكون هذا ظالما، بلى، والله إنه أظلم الظالمين وقد عرف العلماء الظلم، بأنه وضع الشيء في غير موضعه (٢).

ثم بين في الآية الثانية أن هذه الأعذار الثمانية التي يعتذر بها المعتذرون لا تصح أن تكون عذرا في موالاة وموادة الكافرين فليس لأحد أن يواليهم، خوفا على أبيه، أو أخيه، أو بلاده أو ماله أو مركزه أو زوجته وأولاده فإن الله قد سد باب الأعذار بهذه الأمور ونحوها وعد من يعتذر بها من المنافقين قال تعالى: (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا) [الفتح: ١١].


(١) الدرر السنية (٢/ ١٧٦).
(٢) انظر مورد الظمآن لدروس الزمان تأليف عبد العزيز السلمان (٣/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>