والمحبة لله وفي الله ليست من قبيل محبة العوض فقط، بل هي أيضا إضافة لما يجده المسلمين في الجنة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر محبة يجد المؤمن في قلبه وفعله آثارها الحسنة ونتائجها المحمودة في دار الدنيا قبل الآخرة، بخلاف محبة الأجير والعامل الذي يعمل لمحبة العوض فقط، أما حال العمل فلا يجد إلا التعب والضيق والنصب، وإنما يدفعه للعمل محبة العوض الذي ينتظره بعد تمام العمل.
حيث إن محبة الله وحده ومحبة ما يحبه الله، تنفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فلا تعارض أو تناقض بين أمر الله به وبين ما هو مودع في نفس الإنسان من حب وبغض ولذلك كانت الموالاة في الله والمعاداة فيه ملة أبينا إبراهيم عليه السلام وهدى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى:(وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ)[المائدة: ٥١] والموالاة في الله، هي سبب تناصر المسلمين فيما بينهم وتعاونهم على ما يحقق لهم العزة والكرامة في الدنيا والأآخرة.
وقد عد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من نواقض الإسلام العشرة: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين (١) مستدلا بقول الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[المائدة: ٥١].
وقد أجمع علماء الإسلام أن من لم يكفر المشركين أوشك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، أو اعتقد أن نظامهم أهدى وأفضل من هدي الله ورسوله، أو أبغض شيئا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -