للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي إن لم تجانبوا المشركين، وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المسلم بالكافر، على غير تمييز فيقع بذلك فساد عريض (١).

وفي رسالة بعث بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى عبد الله بن علي ومحمد بن جماز، يأمرهما بمخاطبة من لديهم، قال فيها: ولكن أخبروهم أن الحب والبغض، والموالاة والمعاداة، لا يصير للرجل دين إلا بها، فلا ينفعهم ترك الشرك، ولا ينفعهم قول (لا إِلَهَ إِلا اللهُ) حتى يبغضوا لله (٢).

وقال: أبلغوهم أن المعاداة ملة أبينا إبراهيم عليه السلام ونحن مأمورون في متابعته قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) إلى قوله تعالى: (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ} (٣).

ثم قال: واذكروا لهم إن الواجب على الرجل أن يعلم علياله وأهل بيته الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة فيه، مثل تعليم الوضوء والصلاة، لأنه لا صحة لإسلام المرء، إلا بصحة الصلاة ولا صحة لإسلامه أيضا إلا بصحة الموالاة والمعاداة في الله (٤)، وفي مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عن ابن تيمية رحمهما الله قوله: إن الحسنات أمور وجودية متعلقة بالرحمة والحكمة، لأنها إما فعل مأمور، أو ترك محظور، والترك أمر وجودي، فتركه لما عرف أنه ذنب، وكراهته له، ومنع نفسه منه، أمور وجودية، وإنما يثاب على الترك، على هذا الوجه، وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) ملحق المصنفات مختصر تفسير سورة الأنفال للشيخ محمد بن عبد الوهاب (٢٥)
(٢) الرسائل الشخصية محمد بن عبد الوهاب (٣٢٢)
(٣) المصدر السابق نفس المكان.
(٤) الرسائل الشخصية محمد بن عبد الوهاب (٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>