للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإنحراف والضلال، فإنه يجب التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته، وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة والإمكان فما الولاء والبراء، إلا الحب والبغض في الله، وهما أصل الإيمان، فأصل الإيمان، أن تحب في الله أنبياءه، ورسله وأتباع رسله، وتبغض في الله، أعداءه، وأعداء رسله، وأعداء المؤمنين في كل زمان ومكان، وكل من حكم الشرع بتكفيره فإنه يجب تكفيره ومن لم يكفر من كفره الله ورسوله، فهو كافر مكذب لله ورسوله، وذلك إذا ثبت عنده كفره بدليل شرعي (١) اهـ.

وقد بين الله عز وجل في كتابه الكريم، وسنة رسوله المصطفى العظيم أن الناس في هذه الحياة قسمان لا ثالث لهما، حزب الله، وحزب الشيطان، وأمر المسلم أن ينضم إلى حزب الله، يحبه ويواليه ويناصره بجميع ما يملك، إن أراد أن يكون من جزب الله المفلحين، قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ}. إلى قوله: (أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: ٢٢] أما من ضل وانحرف، وشقي في دنياه وأخراه فهو الذي يتولى ويوالي حزب الشيطان، وحزب الشيطان يتخذ مظاهر متعددة وإشكالا مختلفة، ولكن يجمعها شيء واحد هو تعارضها مع الإسلام جملة وتفصيلا فكل حزب يتعارض مع الإسلام هو حزب الشيطان مهما أطلق عليه من أسماء براقة وألفاظ ممنمقة قال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المجادلة: ١٩] فيجب على المسلم أن يتعامل مع الناس، على أساس أن هناك من الناس من هم أولياء لله، ومنهم من هم أولياء للشيطان، وقد فرق الله بينهم بقوله تعالى في شأن أوليائه (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ


(١) انظر في هذا المعنى الفتاوى السعدية (١/ ٩٨) عبد الرحمن بن سعدي

<<  <  ج: ص:  >  >>