للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة، وقد أجري الله العادة بأن عدو العدو صديق، وصديق العدو عدو، فعدو ولي الله، عدو الله ومن عادى إنسانا كان كمن حاربه، ومن حارب ولي الله كان كمن حارب الله (١) اهـ.

وفي الحديث إني لأثار لأوليائي كما يثأر الليث الحرب (٢).

أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ الليث الحرب ثأره لأن الله عز وجل يدافع عن الذين آمنوا قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: ٣٨] فهذه كرامة من الله عز وجل للذين آمنوا به، ووالوه وأحبوه، وأحبوا ما يحب، وابغضوا ما يبغض ورضوا بما يرضى وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر به، ونهوا عما نهى عنه، وأعطوا لمن يحب أن يعطي، ومنعوا من يحب أن يمنع، فمن أجل ذلك أحاطهم الله بعناية ورعايته قال تعالى: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.

فمن لم يعاد الكافرين ويوال المسلمين فليس من حزب الله ولا من أهل ولايته، يقول الشاعر سليمان بن سحمان:

فمن لم يعاد المشركين ومن لم ... يوال ولم يبغض ولم يتجنب

فليس على منهاج سنة أحمد ... وليس على نهج قويم معرب (٣)


(١) انظر فتح الباري (١١/ ٣٤٣).
(٢) انظر مجموعة التوحيد (٣٨٣) ضمن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
(٣) عقود الجواهر المنضدة الحسان/ سليمان بن سحمان (٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>