للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول في موضع آخر:

ومن كان ذا حب لمولاه إنما ... محبته للدين شرط فقيد

ومن لا فلا والحب لله إنما ... يتم بحب الدين دين محمد

فعاد الذي عادى لدين محمد ... ووال الذي والاه من كل مهتد

وأحبب رسول الله أكمل من دعا ... إلى الله والتقوى وأكمل مرشد

أحب من الأولاد والنفس بل ومن ... جميع الورى والمال من كل اتلد

واحبب لحب الله من كان مؤمنا ... وأبغض لبغض الله أهل التمرد

وما الدين إلا الحب والبغض والولا ... كذاك البراء من كل غاو ومعتد (١)

ويقول المجاهد مروان حديد (٢) من قصيدة طويلة:

ومرضاة الإله بحرب كفر ... وبغض الكفر في لحمي ودمي

فخلاصة القول في هذا المبحث إننا محتاجون إلى ولاية الله ونصرته وعونه لنا وهذا لا يتحقق إلا إذا كانت موالاتنا في الله، ومعادالتنا فيه وأن من لم يوال في الله ويعاد فيه فليس بمسلم، وأنه لا عز لنا في الدنيا


(١) المصدر السابق (٢٥٩).
(٢) ولد الشاعر المجاهد مروان حديد في مدينة حماة عام (١٩٣٨) وعاش في أسرة عرفت بتمسكها بالإسلام تلقي العلم بمدارس حماة ومساجدها وبعد أن أتم دراسته الثانوية انتقل إلى مصر والتقى بكثير من علمائها، وعلى رأسهم الشيخ حسن البنا رحمه الله ثم بعد ذلك تخرج من كلية الزراعة مهندسا زراعيا، وعاد إلى سوريا داعية إلى الله، يزرع بدعوته الإيمان في القلوب المجدية، ولكن البعثيين الكفرة تصدوا له فاعتقلوه وقضى سنوات طويلة في سجن تدمر الصحراوي ثم خرج منه عام (١٩٦٧) بعد الهزيمة المصطنعة التي سلم فيها الخائن النصيري هضبة الجولان لأخوانه اليهود، فتألم المجاهد مروان حديد لاستيلاء اليهود على القدس، وشكل مجموعة من الشباب المسلم واتخذوا قاعدة لهم في غور الأردن ينطلقون منها إلى قلب فلسطين، مجاهدين لليهود، فتأمر عليهم اليهود مع النصيريين الكفرة وعندما عاد مروان حديد إلى حماة داهمته القوات البعثية صباح اليوم الأول من شهر يوليو ١٩٧٥م وصعدت روحه الطيبة إلى بارئها انظر شعراء الدعوة الإسلامية (٥/ ٩٥ - ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>