للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث آخر: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك، إما أن يحذيك (١) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة» (٢)، وفي الحديث أيضًا: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» (٣).

وفي الحديث القدسي: «وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتزاوين فيَّ والمتباذلين فيَّ» (٤)، وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» (٥)، وذلك أن ترابط القلوب برباط العقيدة الإسلامية يورث أنسا وسعادة واستقامة في الحياة وأقل درجات الحب في الله، سلامة الصدر من الغل والحسد والضغينة نحو الإخوان في الله، وأعلى درجات الحب في الله والموالاة فيه مرتبة الإيثار، وقد ذكر الله عز وجل ذلك في وصفه للأنصار حين أكرموا إخوانهم المهاجرين قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: ٩].

وفي الحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضًا» (٦).


(١) يحذيك أي يعطيك.
(٢) رواه مسلم انظر صحيح مسلم (٤/ ٢٠٢٦).
(٣) المصدر السابق (٤/ ١٩٨٨، ٢٥٦٦).
(٤) رواه مالك في الموطأ انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين (١/ ٣٥٢).
(٥) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٢/ ٦٣٣).
(٦) رواه البخاري ومسلم، انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين (١/ ٢٤٥) باب تعظيم حرمات المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>