للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قدر الاستطاعة والقدرة، مع البشاشة، وإظهار الفرح والاستبشار بها قال بعض السلف (١): إذا استقضيت أخاك الحاجة فلم يقضها لك فذكره ثانية فلعله قد نسيها، فإن لم يقضها لك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم كبر عليه واقرأ هذه الآية: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [الأنعام: ٣٦] اهـ.

وكان بعض السلف الصالح يقوم بتفقد عيال أخيه في الله بعد موته عشرات السنين، فيقضي حاجاتهم، ويلبي مطالبهم، ويتودد لهم، ويتردد عليهم، كأنهم بمنزلة أولاده، فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه (٢).

قال ميمون بن مهران: (من لم ينفعك بصداقته، لم يضرك بعداوته (٣)) اهـ.

وروي في الأثر: ألا إن لله أواني في أرضه وهي القلوب فأحب الأواني إلى الله أصفاها وأصلبها وأرقها، وأخلصها من الذنوب وأصلبها في الدين وأرقها على الإخوان (٤).

وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: «إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا لأن أهلينا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا الآخرة» (٥).

ثالثا: من حقوق الموالاة في الله أن يسكت الأخ المسلم عن عيوب إخوانه في غيبتهم وحضرتهم، إذا كانت هذه العيوب لا تمس شيئا من واجبات الدين وأركانه وذلك مثل قلة الأكل عند البعض منهم أو زيادته


(١) نفس المصدر السابق نفس المكان.
(٢) المصدر السابق الورقة (٤٠).
(٣) المصدر السابق نفس المكان.
(٤) فضيلة الألفة والأخوة، مخطوطة بجامعة الرياض قسم المخطوطات برقم (١٦٠٥) فيلم (٥٥٦/ ٦) الورقة (٤٠) المؤلف غير معروف، كتبت في القرن التاسع الهجري تقريبًا.
(٥) المصدر السابق الورقة (٤٠، ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>