للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمداهنة للكفار، لغرض دنيوي، مع عدم إضمار نية الكفر والردة عن الإسلام (١) كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة (رضي الله عنه) عندما كتب إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمثل هذا الفعل يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، بعد نزول الآيات بذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) ... إلى قوله (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [الممتحنة: ١] أما حاطب فقد استثنى من ذلك لاعتبارات خاصة، مثل كونه من أهل بدر، وسبقه إلى الإسلام، وسلامة قصده، ولذلك فقد عفا الله عنه (٢).

هذا رأي الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف (٣) وفي الفرق بين الموالاة والتولي ويوافقه على ذلك الشيخ سليمان (٤) بن سحمان حيث يقول نظمًا:


(١) المصدر السابق المكان نفسه.
(٢) انظر تفسير القرطبي (١٨/ ٥٢).
(٣) هو الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبدا الوهاب، ولد في مدينة الهفوف بالإحساء سنة (١٢٦٥هـ) ونشأ بها عند جده لأمه عبد الله بن أحمد الوهيبي، وقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب ثم استقدمه والده إلى الرياض وهو في الرابعة عشرة من عمره ومكث معه يدرس التوحيد والفقه والحديث والتفسير، ثم توفي والده سنة (١٢٩٣) فسافر إلى الأفلاج وأقام بها ثلاث سنين، درس خلالها على الشيخ حمد بن عتيق، ثم رجع إلى الرياض، وبعد تغلب محمد بن عبد الله بن رشيد عليها طلب من الشيخ أن يصحبه إلى حائل وذلك سنة (١٣٠٨) وأقام فيها سنة كاملة، ثم عاد إلى الرياض وبقي فيها حتى فتحها الملك عبد العزيز سنة (١٣١٩) وعمل عشرين عاما مع الملك عبد العزيز في نشر العلم وتعليمه، وله مجموعة من الرسائل والكتب، وقد توفي في يوم الجمعة (٢٠/ ٣/ ١٣٣٩) انظر مشاهير علماء نجد/ عبد الرحمن بن عبد اللطيف (١٠١، ١١٢).
(٤) هو سليمان بن سحمان النجدي الدوسري، عالم، أديب شاعر، ولد في قرية السقا من أعمال أبها في عسير سنة (١٢٦٦) وانتقل مع أبيه إلى الرياض فتلقى العلم على علمائها، وكان والده سحمان من العلماء العاملين فقد أقرأ ابنه القرآن الكريم حتى حفظه وأجاده، وفي سنة (١٢٨٤) انتقل من الرياض إلى الأفلاج، وقد لازم سليمان الشيخ حمد بن عتيق سبعة عشر عاما أي حتى توفي حمد سنة (١٣٠١) ثم انتقل إلى الرياض ولازم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وكان بالإضافة إلى طلب العلم يعمل كاتبا للإمام عبد الله بن فيصل بن تركي وفي سنة (١٣٠٥) انتقل مع الإمام عبد الله إلى حائل وبقي فيها أربع سنوات ينشر العلم ويدعو إليه بالعمل حتى نقم منه عبد العزيز بن متعب بن رشيد، فانتقل إلى الرياض للمرة الثالثة (١٣٠٩) وبقي فيها حتى فتحها الملك عبد العزيز سنة (١٣١٩) وقد أصيب بالعمى سنة (١٣٣١) وتوفي بالرياض سنة (١٣٤٩) وله من المصنفات ستة وعشرون مؤلفا، وديوان شعر يحتوي على (٨٨٩٠) بيتا من الشعر.
انظر: مشاهير علماء نجد/ عبد الرحمن بن عبد اللطيف ص ٢٠٠ - ٢١٢.
وانظر: معجم المؤلفين/ عمر رضا كحالة (٤/ ٢٦٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>