للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: ٢٢].

روي في سبب نزول هذه الآية أقوال متعددة، نذكر منها قول ابن جريج (١) حيث يقول: حدثت أن أبا قحافة سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فصكه ابنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه صكة فسقط منها على وجهه، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك فقال: أو فعلته؟ لا تعد إليه فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لو كان السيف مني قريبا لقتلته، هذا والله أعلم كان في أول الإسلام فإن أبا قحافة أسلم عام الفتح (٢) وقال ابن مسعود رضي الله عنه إن الآية المتقدمة نزلت في أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ورضي الله عنه حيث قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم بدر، وكان ابن الجراح يتصدى لأبي عبيدة عدة مرات، وأبو عبيدة يحيد عنه، فلما كثر من ذلك قصد إليه أبو عبيدة فقتله أي قتل الشرك الممثل في شخص أبيه ولو لم يكن مشركا لكان من أبر الناس بوالده (٣).

وقد أنكر الواقدي ذلك وقال: إن والد أبي عبيدة قد توفي قبل الإسلام ورد بعض أهل العلم قوله ذلك (٤).

ومن صور المعاداة في الله، أنه لما أكثر اليهود من نقضهم العهود مع


(١) هو عبد الله بن جريج الأموي المكي ولد سنة (٨٠) هـ وتوفي سنة (١٥٠) هـ محدث حافظ فقيه مفسر، رومي الأصل ولد بمكة وقدم العراق وحدث بالبصرة وأكثروا عنه الرواية من آثاره السنن مناسك الحج، وتفسير القرآن الكريم انظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (٦/ ١٨٣، ١٨٤).
(٢) انظر تفسير القرطبي (١٧/ ٣٠٧) وانظر أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (٣/ ٨٥).
(٣) انظر تفسير القرطبي (١٧/ ٣٠٧) وانظر صور من حياة الصحابة د/ عبد الرحمن رأفت الباشا (٢/ ١١).
(٤) انظر أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (٣/ ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>