للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - قال ابن مسعود (١) رضي الله عنه لا يقلدن أحدكم رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر (٢).

قال الشاعر:

تخالف الناس فيما قد رأوا ورووا ... وكلهم يدعون الفوز بالظفر

فخذ بقول يكون النص ينصره ... إما عن الله أو عن سيد البشر (٣)

وهذا لا يعني حرمة اتباع العلماء فيما يقولون من حق وصواب ولكن الأمر الذي نريد تقريره، إنه ليس واجب على الأمة اتباع العلماء كاتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وبناء على ذلك لا يحرم تقليدهم فيما وافق الحق والصواب، كما يحرم تقليد من يقول بغير علم، أو من يستمد أقواله وأفعاله من مناهج الكفر والضلال (٤).

فالعلماء يجري عليهم الخطأ والنسيان، ومنهم من يقع في مصائد الولاة الكفرة فيبيع دينه بعرض من الدنيا.

من أجل ذلك كله فهم ليسوا معصومين من الخطأ وليس البعض منهم


(١) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب حليف بني زهرة، كان أبوه مسعود قد حالف بني زهرة في الجاهلية، وأمه أم بنت الحارث من هذيل كان إسلامه قديما أول الإسلام حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وروي عن ابن مسعود أنه قال: رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا، وهو أول من جهر بالقرآن بمكة وهاجر الهجرتين وصلى القبلتين وشهد بدرا وأحد والخندق وبيعة الرضوان وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي أجهز على أبي جهل، وشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وقد توفي ابن مسعود رضي الله عنه بالمدينة سنة ٢٣ هـ ودفن بالبقيع انظر أسد الغابة في معرفة الصحابة (٣/ ٢٥٦ - ٢٦٠).
(٢) انظر مجموعة التوحيد (١٥٢).
(٣) انظر مجموعة التوحيد (٣٣١).
(٤) انظر مجموعة التوحيد (٥٧٨، ٥٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>