للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجة في موافقة في بعض القضايا والأحداث فمن أحسن الظن ببعضهم من غير نظر إلى الكتاب والسنة هلك (١) وخلاصة القول في هذه المسألة أن التقليد مذموم فيما يتعلق بأصول الأحكام دون فروعها.

أما من تحرى الحق في مسألة فرعية والتزم ذلك في حياته فلا ضير عليه سواء كان ذلك علما تعلمه أو تقليدا لمن وافق عمله الكتاب والسنة (٢) فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا باتباع أهل العلم فيما يفتون به من أحكام قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل: ٤٣].

لذلك فإن كان تقليد العلماء العاملين بالشريعة الإسلامية عليه بعض التحفظات فما عذر أولئك الذين يقلدون اليهود والنصارى والمرتدين والمنافقين بغير سلطان آتاهم؟

إنه لا عذر لهم سوى اتباع الهوى والشيطان والمكابرة عن الحق وأهله أعاذنا الله من ذلك.

يقول الشاعر سليمان بن سحمان

فمن كابر النص الصريح معاندا ... وحلل تقليدا لما الله حرما

وقلد متبوعا له ومقلدا ... فهل كان ذا من أناب وأسلما؟ (٣)

وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن غربة الإسلام بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء» (٤).

فهذا الحديث يدل على أن للدين إقبالا وإدبارا، وأن من إقباله أن


(١) انظر الدرر السنية (١/ ٢٧٠).
(٢) انظر أصول الفقه/ تأليف محمد الخضري بك (٣٨٠).
(٣) انظر ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان/ سليمان بن سحمان (٢١٥، ٢١٦).
(٤) رواه مسلم انظر صحيح مسلم (١/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>