للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم ودفعا لشرهم وأذاهم، مع طمأنينة القلب إلى بغضهم وعداوتهم (١).

وقد اختلف أهل العلم في جواز التقية (٢) مع الكفار:

١ - فقال معاذ بن جبل (٣) ومجاهد رضي الله عنهما: كانت التقية قبل قوة الإسلام، أما اليوم فقد أعز الله الإسلام وأعز المسلمين أن يتقوا من عدوهم (٤).

٢ - قال الحسن البصري رحمه الله: التقية جائزة للمسلم إلى يوم القيامة ولا تقية في القتل (٥).

فالآية دليل على جواز التقية، ولكن التقية المقصودة في هذه الآية كما فهمها السلف الصالح من هذه الأمة، هي جواز النطق بالإيمان، أما تفسير التقية بأنها جواز الكذب المطلق بالقول والفعل بلا حدود أو قيود فهذا تفسير خاطئ وهو ما ذهب إليه بعض مفسري الشيعة حيث يوجبون التقية ويرون أنها واجب شرعي حتى يقوم القائم المنتظر (٦).


(١) التقية الخشية والخوف والتقية عند بعض الفرق إخفاء أمر ومصانعة الناس في أمر أو أمور أخرى انظر المعجم الوسيط (٢/ ١٠٦٣ - ١٠٦٥).
(٢) انظر روائع البيان في تفسير آيات الأحكام محمد علي الصابوني (١/ ٣٩٨).
(٣) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري، وهو أحد السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حقه: «خذوا القرآن من أربعة» ذكر منهم معاذ بن جبل، وقد أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وبقي فيها حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم انتقل بعد ذلك إلى الشام فتوفي هو وبعض أفراد عائلته في طاعون عمواس سنة (١٨) هـ وكان عمره ثمانية وثلاثين سنة انظر أسد الغابة (٤/ ٣٧٦ - ٣٧٨).
(٤) انظر تفسير القرطبي (٤/ ٥٧).
(٥) انظر تفسير القرطبي (٤/ ٥٧).
(٦) انظر السنة والشيعة إحسان إلهي ظهير (١٥٦ - ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>