للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (١) (رحمه الله) إن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن رغبة ومحبة، ولكنها قد تكون محبة محمودة أو محبة مذمومة، والمرجع في ذلك كله إلى عرف الشرع (٢)، وقد جمع الله بين نوعي المجتبين في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة: ١٦٥] اهـ.

ومما تقدم يتقرر لديَّ أن الموالاة هي المحبة، قولا وفعال واعتقاد وأن محبة الله واجبة، وهي لا تتحقق إلا بحب ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والأشخاص، حيث إن من الأمور البديهية أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، كما هو مقرر عند علماء الأصول، ومحبة غير الله تنقسم إلى قسمين:

أولا: محبة في الله: وهي أن يحب المسلم كل ما يحب الله ويرضاه من


(١) هو شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي الحنبلي تقي الدين أبو العباس، محدث حافظ مفسر فقيه مجتهد مشارك في جميع أنواع العلوم، ولد في (١٠) ربيع الأول سنة (٦٦١) بحران وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير، حدث بدمشق ومصر، وحبس بقلعة القاهرة والإسكندرية بقلعة دمشق مرتين، وتوفي بها في ٢٠/ ١١/ ٧٢٨ هـ وله مصنفات كثيرة: منها مجموعة الفتاوى في خمسة وثلاثين جزءا ومنهاج السنة النبوية في أربعة أجزاء، وبيان الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح في أربعة أجزا، والسياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، وقد ذكر له ابن قيم الجوزية أكثر من مائتين مؤلف في رسالة سماها أسماء مؤلفات ابن تيمية تحقيق صلاح الدين المنجد دمشق (١٩٥٣م).
انظر الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية تأليف عمر بن علي البزاز المتوفي سنة ٧٤٩ تحقيق د/ صلاح الدين المنجد، وانظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (١/ ٢٦١).
(٢) انظر التحفة العراقية للأعمال القلبية ابن تيمية (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>