للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقوال والأفعال والأشخاص، وهذه المحبة من الموالاة المأمور بها شرعا، وهي منبعثة من محبة الله، متممة لها غير متنافية معها.

ثانيًا: المحبة مع الله، وهي أن يتعلق قلب الإنسان بمحبوب يحبه مع الله، أو من دون الله فيغفل عن محبة الله أو يتوجه إلى غير الله بالرغبة والرهبة، فتكون هذه المحبة مغنية وصارفة له عن محبة الله ومحبة ما يحبه الله، فتكون منافية لمحبة الله، متعارضة معها، وتلك حقيقة موالاة أعداء الله.

وإذا فالمحبة في الله محمودة، متعدية إلى كل داع إلى الله ومهتد بهداه.

أما المحبة مع الله، فهي محبة مذمومة حاملة لصاحبها على محبة الشرك وما فيه من مساوئ وأضرار (١).

والمحبة الضارة ثلاثة أنواع.

النوع الأول: المحبة مع الله، وهي أصل الشرك، وأصل المحاب المذمومة، ومثالها مثل محبة كفار قريش لأصنامهم فيما سلف، ومحبة بعض المنتسبين إلى الإسلام للأحزاب الكافرة والقيادات المنحرفة في العصر الحاضر كالحزب الشيوعي أو الاشتراكي أو البعثي أو نحو ذلك.

النوع الثاني: محبة ما يبغضه الله من كفر وفسوق وعصيان.

النوع الثالث: محبة ما تقطع محبته عن محبة الله، أو تنقص ذلك، مثل محبة الأهل والمال والولد، إذا كانت على حساب محبة الله، أو صارفة للمسلم عن محبة الله (٢).


(١) انظر رسالة الشرك ومظاهره تأليف مبارك بن محمد الميلي (١٧٩).
(٢) انظر الجواب الفائض في الرد على الرائض تأليف سليمان بن سحمان مخطوطة في قسم المخطوطات بجامعة الرياض الورقة (٣٨) الرقم (٣٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>