للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن بغضهم وهجرهم مستحب وليس بواجب حيث إن الذين وقعوا في بعض المعاصي في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما كانوا يهجرون بالكلية ويبغضهم جميع الناس، بل كان الناس منقسمين فيهم إلى ثلاثة أقسام:

١ - فقسم يغلظ القول عليهم ويظهر البغض لهم.

٢ - وقسم يعرض عنهم، ولا يتعرض لهم إلا بالنصح والتذكير أحيانًا.

٣ - وقسم ينظر إليهم بعين العطف والرحمة، ولا يؤثر المقاطعة والتباعد عنهم، إما طلبًا لإصلاحهم ونصحهم، أو خوفًا من زيادة انحرافهم وضلالهم، فهذه من دقائق الأحكام الشرعية التي تختلف فيها طرق السالكين، واجتهادات المجتهدين ويكون فيها عمل كل واحد بحسب ما تقتضيه حاله ووقته ونيته (١).

وعلى هذا لا يجب وجوبًا مطلقًا قطع الموالاة بين الفساق والعصاة من المسلمين وبين بقية المسلمين كما هو الشأن مع الكفار الخارجين على الإسلام (٢).

والله هو العالم والهادي إلى سواء السبيل.


(١) انظر فضيلة الألفة والأخوة مخطوطة بقسم المخطوطات بجامعة الرياض برقم (١٦٠٥) على ميكروفيلم برقم (٥٥٦/ ٦) المؤلف غير معروف كتبت في القرن التاسع الهجري تقريبًا.
(٢) انظر الفتاوى/ ابن تيمية ج ٧ ص ٦٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>