للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غفلة دخل على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في إمارته فقال: يا أمير المؤمنين: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما) بغير الذي هما له أهل، فنهض فرقي المنبر فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن فاضل ولا يبغضهما إلا شقي مارق، فحبهما قربة وبغضهما مروق، ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووزيريه وصاحبيه وسيدي قريش وأبوي المسلمين؟ فأنا بريء مما يذكرهما بسوء وعليه معاقب (١).

وما أحسن ما قال عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) عندما سئل عما وقع بين الصحابة من قتال فقال: «تلك دماء طهر الله يدي منها أفلا أطهر لساني من الكلام فيها» (٢). اهـ.

وقد سئل الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمهما الله) هل من سب الصحابة يكفر أو يفسق وما هو الدليل على ذلك؟ فأجاب فسقه لا خلاف فيه لقوله عليه الصلاة والسلام: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (٣) ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو الكفر إلا ارتد عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك» (٤). وأما الكفر فقد اختلف العلماء فيه على قولين:

القول الأول: أن من سب الصحابة فحكمه الكفر للحديث المتقدم ولقوله تعالى: (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (٥). فلا يغتاظ من الصحابة إلا كافر


(١) انظر منتخب كنز العمال على هامش مسند الإمام أحمد ج٤ ص٤٤٣ - ٤٤٤.
(٢) انظر الدرر السنية ج١ ص١٢٠.
(٣) رواه البخاري ومسلم. انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين ج٢ ص١٠٧٣ رقم الحديث (١٥٦١).
(٤) رواه البخاري. انظر فتح الباري ج١٠ ص٤٦٤ (كتاب الأدب).
(٥) سورة الفتح آية (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>