للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسبب والله أعلم أن النساء لا يخرجن إلا نادرًا وذلك لا يقتضي تمييزًا ولا غيارًا، وقد رُوي أن عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) نهى النسوة النصرانيات عن زيارة الحمامات في الأسواق (١) وهذا يدل على أن نساء أهل الذمة ملزمات في المجتمع المسلم بعدم إظهار الزينة وبستر كل ما يدعو إلى إثارة الشهوة وإيقاظ الفتنة من جسدها، ولا يجوز الاحتجاج على هذا بقوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) لأن الزامهن بستر سؤاتهن وصدورهن وما إلى ذلك ليس إكراهًا على الدخول في الإسلام بل هو خضوع لنظامه العام في الحياة، وإن بقيت على الكفر.

وقد ذكر الطبري أنه في عهد المتوكل قد ألزم نساء أهل الذمة إذا أرادت إحداهن الخروج أن تتدثر بالدثار الأصفر حين تغادر بيتها إلى الخارج وتضع المنطقة حول وسطها (٢). وفي سنة (٧٣٤هـ) ألزم الخليفة (٣) في بغداد والقاهرة وما حولهما الذميين بلبس الإزار الأصفر والأزرق، وفي سنة (٧٥٥هـ) ألزم الخليفة (٤) النصرانيات بلبس الإزار الأزرق، واليهوديات بلبس الإزار الأحمر (٥). وإقرارهم على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير،


(١) الولاة والقضاة للكندي ص٦٩.
(٢) تاريخ الطبري ج١١ ص٣٦ - ٣٧.
(٣) هو الخليفة المستكفي بالله أمير المؤمنين أبو الربيع بن الحاكم بأمر الله العباسي اسمه أحمد بن علي بن الحسن الهاشمي العباسي ولد سنة (٦٨٣هـ) وتولى الخلافة يوم الأحد لعشرين من ذي الحجة سنة (٧٠١هـ) وخطب له على المنابر بالبلاد المصرية والشامية وسارت بذلك الرسائل البريدية إلى جميع البلاد الإسلامية وتوفي سنة (٧٤٠هـ). انظر البداية والنهاية لابن كثير ج١٤ ص٢٠، ١٨٧.
(٤) هو الملك الصالح صلاح الدين بن سلطان الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون، تولي الخلافة في سنة (٧٥٣هـ) وخلع من منصب الخلافة في شهر شوال من سنة (٧٥٥هـ) وتولي مكانه أخوه الملك الناصر حسن بعد خلعه.
انظر البداية والنهاية لابن كثير ج ١٤، ص ٢٤١، ٢٥١.
(٥) انظر حسن المحاضرة للسيوطي ج٢ ص٢١٢ - ٢١٤ وانظر البداية والنهاية لابن كثير ج١٤ ص٢٤٩ - ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>