للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحديث سلمة بن الأكوع (رضي الله عنه) قال صليت الصبح مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل أنت واهب لي ابنة أم فِرْقَة؟ قلت نعم. فوهبتها له فبعث بها إلى خاله حزن بن أبي وهب وهو مشرك وهي مشركة (١). وقد عقد البخاري في صحيحه باب الهدية للمشركين (٢). وذكر قول الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (٣).

وقوله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) (٤). وحديث ابن عمر (رضي الله عنهما) قال رأي عمر حلة على رجل تباع فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ابتع هذه الحلة، تلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد فقال: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها بحلل، فأرسل إلى عمر منها بحلة فقال عمر: كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال: إني لم أكْسُكها لتلبسها، تبيعها أو تكسوها. فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم (٥).

ومثل هذا الحديث حديث أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما) قالت: قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أمي قدمت وهي راغبة. أفأصل أمي؟ قال نعم صلي أمك (٦).

والذي يؤخذ من الآيات والأحاديث المتقدمة أن البر والصلة للأقرباء


(١) انظر شرح السير الكبير ج١ ص٦٩ للسرخسي (ط - ١).
(٢) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ج٥ ص٢٣٢.
(٣) سورة الممتحنة آية (٨).
(٤) سورة لقمان آية (١٥).
(٥) رواه البخاري: انظر فتح الباري ج٥ ص٢٣٢ - ٢٣٣.
(٦) الفرقة بالكسر السقاء الممتلئ لا يستطاع بمخض حتى يفرق. انظر القاموس المحيط للفيروز أبادي ج٣ ص٢٧٥.
رواه البخاري. انظر فتح الباري ج٥ ص٢٣٢ - ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>