للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتابي شيئًا من ولايات المسلمين على جهات سلطانية، ولا أخبار الأمراء، ولا غير ذلك من المناصب الهامة ذات المساس بمصالح الأمة وقوتها» (١). اهـ.

وقد روى الإمام أحمد (رحمه الله) بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال: قلت لعمر (رضي الله عنه): «إن لي كاتبًا نصرانيًا» قال: مالك قاتلك الله! أما سمعت الله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (٢). ألا اتخذت حنيفًا مسلمًا قال. قلت: «يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه».

قال لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أضلهم الله ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله (٣).

وورد على عمر (رضي الله عنه) كتاب معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) أما بعد. يا أمير المؤمنين فإن في عملي كاتبًا نصرانيًا لا يتم أمر الخراج إلا به، فكرهت أن أقلده دون أمرك، فكتب إليه عافانا الله وإياك قرأت كتابك في أمر النصراني. أما بعد: فإن النصراني قد مات. والسلام (٤). يعني مراد عمر (رضي الله عنه) أنه لو قدر موت هذا النصراني فما كان معاوية صانعًا بعد موته فليصنعه الآن، وهذا أمر من عمر (رضي الله عنه) لمعاوية (رضي الله عنه) بإبعاد النصراني وتولية غيره من المسلمين مكانه من غير مراجعة، وإخبار له بأن المسلمين في غنية عن أعداء الله في مثل هذه المهام، ومثل ذلك ما رواه هلال الطائي عن وسق


(١) مختصر الفتاوى المصرية/ ابن تيمية ص٥١٢.
(٢) سورة المائدة آية (٥١).
(٣) انظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ص٥٠ وانظر السنن الكبرى للبيهقي ج١٠ص١٢٧ كتاب آداب القاضي.
(٤) انظر أحكام أهل الذمة لابن قيم الجوزية ج١ ص٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>