للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله» (١).

وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعًا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة» (٢).

فلم يسع أعداء الإسلام إلا أن يقفوا منكسي الرءوس على ما بذلوه وما أفنوه من مال وجهد وهم يشهدون أصالة هذا الدين وعدم قابليته للفناء وأصالة هذه القلة المؤمنة، في مواجهة الزيف والقهر والظلم والاستبداد ولقد أدرك هؤلاء الأعداء وأذنابهم أن الإسلام هو روح هذه الأمة، وأن أبناء القرآن وأتباع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن ينسخلوا من دينهم لأنهم يؤمنون بقول الله عز وجل: (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٣).

وقبل أن أودع القارئ الكريم أريد أن أقول أنه لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها، من حب في الله وبغض في الله وموالاة في الله ومعاداة في الله.

يا إخوة الدرب نعم الدين آصرة ... للمؤمنين ونعم الحبل أقواه

تلك السبيل فلا تنسوا معالمها ... ولتحذروا أن تضلوا إثر من تاهوا

منها جنا (الدين) والتوحيد صبغته ... والعدل شرعته الكبرى ومبناه


(١) رواه أبو داود في سننه ج٤ ص٩٨ (باب الفتن). ورواه ابن ماجه والترمذي. انظر تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد/ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص٣٢٢.
(٢) رواه أبو داود في سننه ج٤ ص٩٨ (باب الفتن).
(٣) سورة الأعراف آية (١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>