للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناصر، وهي مرادفة لمعنى الموالاة التي تدل على المحبة والمناصرة (١) ومعنى هذه الآية أي لا تكن يا محمد عونا لمن كفر بربك على كفره (٢) والخطاب وإن كان موجها للرسول - صلى الله عليه وسلم - فالمقصود به أمته من بعده، فيجب أن لا يكون هناك تناصر، أو تعاون بين المؤمنين والكفارين والمحاربين لله ورسوله والمؤمنين، لأن الإيمان والكفر طريقان مختلفان، ومنهجان لا يتلقيان أولئك حزب الله وهؤلاء حزب الشيطان، فعلام يتعاونان؟ وفيما يتعاونان (٣)؟

الدليل الحادي والثلاثون: قول الله تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: ٢٢].

فأخبر تعالى أنك لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا حقيقيا ثم تصدر منه موادة لمن حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب وأن هذا الجمع مناف للإيمان مضاد له، إذ لا يجتمع الإيمان بالله واليوم الآخر مع مودة ومحبة من حاد الله ورسوله، إلا كما يجتمع الضدان (٤) وعلى ذلك فمن واد كافرا فليس بمؤمن (٥).

أما ما قد يعترض به معترض على هذا الدليل من جواز نكاح نساء أهل الكتاب، الأمر الذي يترتب عليه مودة الرجل لزوجته الكافرة كما في فول الله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم: ٢١] فكيف الجمع بين هذين الدليلين اللذين ظاهرهما التعارض؟


(١) انظر المعجم الوسيط (٢/ ٥٨٤) وانظر (٧) من هذه الرسالة.
(٢) انظر تفسير الطبري (٢٠/ ٨١).
(٣) انظر في ظلال القرآن سيد قطب (٢٠/ ٣٨٠).
(٤) انظر مجموعة التوحيد (٢٤٨).
(٥) انظر كتاب الإيمان أركانه حقيقته نواقضه د/ محمد نعيم ياسين (١٨٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>