للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البديعة المعنوية (٢٨) : التنكيت]

هو أن يقصد المتكلّم إلى كلمة أو كلامٍ بالذكر دون غيره ممّا يسُدُّ مَسَدَّه، لأجل نُكْتَةٍ في المذكور تُرَجِّحُ مجيئه على سواه.

أمثلة:

المثال الأول: قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (النجم/ ٥٣ مصحف/ ٢٣ نزول) :

{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى} [الآية: ٤٩] .

الشِّعْرَى: نجم يقالُ له الشِّعْرَى الْعَبُور، وهو نجم نَيّرٌ يَطْلُع عنْدَ شدّة الحرّ، ولشِعْرَى العَبُور أخْتٌ يُقالُ لها: الشِّعْرَى الغُمَيْصَاء، قالوا: وهما أخْتا نَجْم سُهَيْل.

والشّعْرَى الْعَبُور عبَدَها رجُلٌ ظهر في العَرَب يُعْرَفُ بابن أبي كَبْشة، ودَعا خَلْقاً من العرب إلى عبادتها، فخصَّ الله في هذه الآية من سورة (النجم) الشّعْرَى بالذّكر دون غيرها من النجوم، مع أنّه جلّ وعلا رَبُّ كُلّ النجوم وربُّ كُلّ شيء، لأنّ هذا الرجُل قد ظهر في العرب ودعا الناس إلى عبادتها، فمن أجل هذه النكتة خُصَّت الشِّعْرَى بالذكر.

المثال الثاني: قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (النجم/ ٥٣ مصحف/ ٢٣ نزول) أيضاً:

{أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى} [الآيات: ٢١ - ٢٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>