للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) نسبته إلى الواقع عليه المتأثِّر به فهو مضروب "لذلك سمَّوْهُ مفعولاً به".

ومثل: "خلق الله عزّ وجلّ الكونَ" فالخلق ذو نسبتين:

(١) أمّا فاعله والمؤثِّرُ به فهو الله عزّ وجَلَّ. "وهو الخالق".

(٢) وأمّا الواقِعُ عليه والمتأثِّرُ به فهو الكون. "وهو المخلوق".

هذا تحليل قول علماء العربيّة: الفعل قد يتعدّى إلى المفعول به. وأضيف أنّه لا فرق من جهة المعنى بمقتضى هذا التحليل أن يكون تَعَدِّي الفعل بدون وساطة، أو بوساطة حرف جرٍّ، مثل: عَلِمَ فلانٌ المسألة، وعَلِمَ بها.

الدائرة الثالثة:

وهي الجملة التي تشتمل على دائرة عطاءٍ بيانيّ يظهر بنسبة شيءٍ إلى ثلاثة أشياء.

الأوّل: هو الذي اتّصف بالشيء من جهة كونه مؤثراً به (أي: فاعلاً) .

الثاني والثالث: هما اللّذان اتّصَفَا بالشيءٍ من جهة كون كلٍّ منهما متأثِّراً به "أي: مفعولاً به" مع اختلاف صفة التأثّر.

مثل: "كَسَى الأبُ ولَدَهُ ثَوْباً" فالكَسْوُ ذو ثلاثِ نِسَب:

(١) نسبتُه إلى فاعله المؤثِّر به فهو كاسٍ.

(٢) نسبته إلى الواقع عليه المتأثِّر به فهو مَكْسُوٌّ، وهذا المكسوّ له جهتان مختلفتان.

الجهة الأولى: كون المكسُوِّ آخذاً لِلْكُسْوة، لا بساً لها.

الجهة الثانية: كون المكْسُوِّ مأخوذاً، مَلْبُوساً، وهو نفسه الكُسوة.

فصار بهذا للكَسْوِ في الجملة ثلاثُ نِسَبٍ مَقْصُودَةٍ بالبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>