للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر من حدوث النِّسَبِ الحكميّة الّتي عليها في زمن مضى، ويكفي لتحقيق صدقها أقَلُّ ما يُطْلَقُ عليه لفظ الفعل الماضي من معنىً يدلُّ عليه.

* لكنّ القرائن العقليّة قد تجعل الفعل الماضيَ دالاًّ على الاستمرار والدوام، وقد يكون ذلك من الازل إلى الأبد، كفعل "كان" في الجمل التي تتحدّث عن ذات الله وصفاته مثل:

{وكان الله عليماً حكيماً - إنَّ الله كان سميعاً بصيراً - وكان الله غنيّاً حَمِيداً} أي: هو دواماً عليم حكيم سميع بصير غنيٌّ حَمِيد.

* ومن القرائن اللّفظيّة أن نقول: "ثَرْوَةُ بلادنا تَعْتَمِدُ على إنتاج الحبوب وقد كانت بلادنا تُنْتج الحبوب من قديم الزمان" أي: فهي ما زالت تنتجها.

أمّا الجملة الخبريّةُ السّالِبة المشتملةُ على فعلٍ ماضٍ أومضارع منفي بحرف "لَمْ" أو حرف "لمَّا" فهي تَدُلُّ ذهْناً على استيعاب الزمن الماضي بمقتضى النفي، لأنّه لو حدث المنفيّ فيها ولو مرَّةً واحدةً في الزَّمان الماضي لما صَحَ النّفْيُ، لكن إذا وُجِدَ قيد يُحَدِّدُ قدْراً من الزّمنِ الماضي أوْ قرينةٌ تدلُّ عليه، في غير نفي المضارع بحرف "لمّا" فالنفي عندئذٍ لا يَسْتَوْعِبُ كلَّ الزَّمَنِ الماضي.

أمّا نفي المضارع بحَرف "لمّا" فقد سبق أنّ المنْفِيَّ بها مُسْتَمِرُّ النفي إلى زمان التكلّم.

***

ثالثاً

الجملة الخبرية المشتملة على فعل مضارع

يقول النحويّون: الفعل المضارع يُسْتَعْمَل للدّلالة على وقتين: الحال والاستقبال، أي: لأحدهما أو لَهُما معاً، فإذا دخلت عليه "لم" أو "لمَّا" انقلب زمنه إلى الماضي، وإذا دخلت عليه "لام التوكيد" أو "ما" النافية تعيّن للحال، وإذا دخلت عليه "السين أو سوف" تعيّن للاستقبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>