* قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الأعراف/ ٧ مصحف/ ٣٩ نزول) :
{وَجَآءَ السحرة فِرْعَوْنَ ... }[الآية: ١١٣] .
أي: سحرة مملكته، لا كلُّ سَحَرَة العالم.
ومنه أن تقول: جمع وزير الصحة الأطباء والصيادلة، أي أطبّاء الدولة وصيادلَتَها.
ويلاحظ في الاستغراق أنّ استغراق المفرد أشمل من استغراق المثنى والجمع، بدليل صحة قولنا: لا رجلان في الدار، إذا كان فيها رجل واحد، وصحة قولنا: لا رجال في الدار، إذا كان فيها رجل أو رجلان.
ويلاحظ أيضاً أنَّهُ لاَ تنافي بين الاستغراق وإفراد الاسم، لأنّ حرف اللام يدخل عليه مجرّداً عن معنى الوحدة، فيكون لفظ المفرد المعرّف باللام بمعنى: كُلّ فرد، لا بمعنى: مجموع الأفراد، ولهذا امتنع وصفه بلفظ الجمع، فلا يقال: الرَّجُلُ المؤمنون أفضل من الرجل غير المؤمنين، بل يقال: الرجل المؤمن أفضل من الرجل غير المؤمن، أي: كلّ رجل مؤمن أفضل من كلّ رجل غير مؤمن.
النوع الثالث: اللاّم التي لاستغراق صفاتِ الجنْسِ مجازاً على سبيل المبالغة، كأن تقول لمن تريد الثناء عليه باستجماعه صفات الرجولة الكاملة:"أنت الرَّجُل" أي: أنت المستغرق في صفاتك صفات جنس الرجال.
وكأن تقول مثلاً عن المتنبّي:"هو الشاعر" أي: هو الذي اجتمعت فيه كلُّ صفات الشاعر، فكأنه استغرق الجنْسَ كلّه.