للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألاَّ يَمُرَّ زَمَنٌ إلاَّ والمطلوب متحقِّقُ الوقوع، ومنه قول الله عزّ وجلّ في سورة (البقرة/ ٢ مصحف/ ٨٧ نزول) خطاباً لبني إسرائيل:

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [الآية: ٨٤] .

أي: لاَ تَسْفِكُوا دِماءَكُمْ، ولا تخرجُوا أنفسكم من دياركم، فجاء التكليف بصغية الخبر وبعبارة الفعل المضارع للإِشعار بلزوم فورية الامتثال.

الغرض السادس: حمل المخاطب على الفعل بألطف أسلوب، كأن تقول لتلميذك الحريص على أنه لا يكذّبك فيما تخبر عنه من أحداث المستقبل.

"تلميذي حُسَين يخطُبُ غداً يوم الجمعة عنّي في المسجد الجامع بموضوع كذا ... ".

إلى غير ذلك من أغراض قد تتفتَّق عنها أذهان البلغاء الأذكياء.

ثانياً: ومن أغراض وضع الإِنشاء موض الخبر ما يلي:

الغرض الأول: إظهار العناية والاهتمام بالشيء، ومنه قول الله عزّ وجلّ في سورة (الأعراف/ ٧ مصحف/ ٣٩ نزول) :

{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بالقسط وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وادعوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدين كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الآية: ٢٩] .

كان مقتضى الظاهر أن يُقَال: وبإقامَةِ وُجُوهِكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وبدُعَائِكم مُخْلِصين له الدِّين، عطفاً على لفظ {بالقسط} وبأسلوب الخبر، لكن خُولِف هذا الظاهر فجاء التعبير بأسلوب الإِنشاء في صيغة الأمر التكليفي، إشعاراً بالاهتمام بالمطلوب في أمر التكليف.

الغرض الثاني: التفريق في أسلوب الكلام بين المتقارنين في العبارة للإِشعار

<<  <  ج: ص:  >  >>