الرابعة:"الجملة الاعتراضيّة" وهي التي تعترض بين شيئَيْن متلازِمَيْن: "كالمبتدأ والخبر، والفعل ومرفوعه، والفعل ومنصوبه، والشرط وجوابه، والحال وصاحبها، والصفة والموصوف بها، وحرف الجرّ ومتعلَّقه، والقسم وجوابه" وهي جملة لا محلّ لها من الإِعراب.
أقول: أغراض الجملة الاعتراضيّة عند البلغاء كثيرةٌ يصْعُبُ تحديدُ أُطُرِها العامّة، فضلاً عمّا هو أكثر من ذلك تحديداً أو تفصيلاً، إذْ دواعي ذكرها، فكريَّة، تُشْتَقُّ من الموضوعاتِ التي تُذْكَرُ ضِمْنَها. ومن أمثلة الجمل الاعتراضية:
* قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (البقرة/ ٢ مصحف/ ٨٧ نزول) :
{وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وادعوا شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فاتقوا النار التي وَقُودُهَا الناس والحجارة أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[الآيات: ٢٣ - ٢٤] .
فجملة {وَلَن تَفْعَلُواْ} جُمْلَةٌ اعْتِراضِيَّةٌ جاءَتْ بين متلازمَيْنِ هُمَا: "الشرط وجوابه" والواو فيها استِئْنَافيّة.
* وقول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الواقعة/ ٥٦ مصحف/ ٤٦ نزول) :