للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن الأمثلة على الكلام المتصف بالمساواة ما يلي:

المثال الأوّل:

قول الله عزّ وجلّ في سورة (فاطر / ٣٥ مصحف / ٤٣ نزول) على ما أورد القزويني في التلخيص:

{وَلاَ يَحِيقُ المكر السيىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ ... } [الآية: ٤٢] .

يَحِيقُ: أي: يُحِيط. الْحُوقُ: الإِطار المحيط بالشيء المستدير حوله.

المكرُ السَّيّئ: أي: التدبير الخفيّ الموصوف بأنَّه سَيّئٌ لأنه اسْتُخدم في الشرّ لا في الخير، فليس كلُّ مكْرٍ سَيِّئاً، إذْ من المَكْرِ ما هو مَكْرٌ في الخير، وهو عندئذٍ يكون مكراً حسناً لا سَيّئاً.

إلاَّ بأهله: أي: إلاَّ بأصحابه المدبّرين له، أو إلاَّ بالمستحقين له.

دلّت هذه العبارة القرآنية على أنَّ إحاطة المكر السَّيِّئ إحاطةً تامّةً لا تكون إلاَّ بأصحابه المدبّرين له، أو المستحقين له.

لكنَّ هذا المثال قابل للمناقَشَة من وجْهَين:

الوجه الأول: أنّ كلمة [يَحِيقُ] فى اللّغة تَدُلُّ على معنى الإِحاطة، وقد فهم المفسّرون منها مع معنى الإِحاطة معنى الإِصابة والنزول، وهذه الزيادة إنما فهموها من دلالات لزوميّة فكريَّة، خارجة عن المعنى المطابقيّ لفعل "يحيق" وبناءً على هذا يكون المثال مما يندرج تحت عنوان: "الإِيجاز" الذي اعْتُمِدَ فيه على الدلالة اللُّزوميّة، ولا يندرج تحت عنوان: "المساواة" التي فيها تطابُقٌ تامٌّ بين اللّفظ والمعنى بحسب الأوضاع اللّغوية.

الوجه الثاني: أنّ عبارة [بأَهْلِهِ] ذاتُ احتمالين:

* فهل المراد منها أصحابُ المكر المدَبِّرون له؟

<<  <  ج: ص:  >  >>