للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختلفة، والجامع بينهما وجْهُ شبَهٍ يُمثِّلُ أيضاً صورة منتزعة من عناصر متعددة.

* ومنه قول ابن المعتزّ: والشَّمْسُ كالْمِرْآةِ في كَفِّ الأَشَلّ.

شبّه على طريقة التمثيل الشمس في استدارتها وما يُشاهد من حركة الضياء الذي تبثُّه بمرآة مستديرة يحملها أشَلُّ بكفّه فهي ترتجف تبعاً لحركة كفّه.

فوجه الشَّبه منتزع من متعدِّد العناصر، مع أنّ المشبّه مفرد، وهي الشمس، لكنّ العناصر التي انتزع منها وجه الشبه متعدّدة، يظهر منها اللّون، والاستدارة، وحركة الارتجاف التي يُشَاهد بها النور يرتجف، حتَّى يُرَى الشُّعَاع كأنَّهُ يَهُمُّ بأن يَنْبَسط حتَّى يفيض من جوانب الدائرة، ثم يبدو له فيرجع إلى الانقباض.

ومنه قول المهلّبيّ الوزير:

والشَّمْسُ مِنْ مَشْرِقِهَا قَدْ بَدَتْ ... مُشْرِقَةً لَيْسَ لَهَا حَاجِبُ

كَأَنَّهَا بوْتَقَةٌ أُحْمِيَتْ ... يَجُولُ فِيهَا ذَهَبٌ ذَائبُ

شبه الشمس ببوتقة الصائغ التي يُذِيب بها الذّهبَ على النار، ووجه الشبه هنا منتزع من متعدّد، إذ هو الهيئة الحاصلة من لون الذهب، وحركته الرجراجة وهو ذائب، واستدارة البوتقة في هيئة مختلطة مركّبة.

* ومنه قول ابن المعتزّ:

وكأنَّ الْبَرْقَ مُصْحَفُ قَارٍ ... فانْطِبَاقاً مَرَّةً وانْفِتَاحاً

قَارٍ: أي: قارئٍ، حذفت الهمزة فصارت قاري، وبالتنوين حذفت الياء.

في هذا التمثيل تصوير لحركة متعددة الأشكال في صورة جامعة.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>