المجاز العقلي: إسناد المتكلّم الفعلَ أو ما في معناه إلى غير ما هو له في اعتقاده، لملابَسَةٍ بينهما، مع قرينةٍ صارفة عن أنْ يكون الإِسناد إلى ما هو له في اعتقاده.
هذا المجاز هو في حقيقته تجوّزٌ في حركة الفكر بإسناد معنىً من المعاني إلى غير الموصوف به في اعتقاد المتكلّم، لملابَسَةٍ مَا تُصَحِّحُ في الذهن هذا الإِسناد، بشرط وُجود قرينة صارفة عن إرادة كون الإِسناد هو على وجه الحقيقة.
وغالباً ما تكون القرينة الصارفة عن إرادة الحقيقة باعتقاد المتكلّم في هذا الإِسناد قرينة فكريّة، تُدْركُها الأذهان ولو لم يأت في العبارة ما يَدُلُّ عليها، وقد تكون قرينة لفظية أو حالية.
وسُمِّيَ مجازاً عَقْلِيّاً وقد يُطْلَقُ عليه "مجازٌ حُكْمِيّ" لأنّ كلاًّ من ركنَي الإِسناد قد يكون مستعملاً في معناه اللّغوي بحسب وضعه، إنّما حصل التجوّز في الإِسناد وفي النسبة فقط، وقد يكون مستعملاً في معنىً مجازيً على طريقة المجاز اللّغوي، وأضيفَ إلى ذلك مجازٌ عقليٌّ حاصل في الإِسناد، أي: في نسبة المسند إلى المسند إليه، سواء أكانت الجملة فعليّة أو اسميّة.