للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء تعيين ما يتعلق بالقسم الأول بعبارة: "فهذا دواء الداء من كل عالم".

وجاء تعيين ما يتعلق بالقسم الثاني بعبارة: "وهذا دواء الداء من كلّ جاهل".

***

الإِطلاق الثاني للتقسيم:

أن تُذْكَرَ متعدّدات ويُذْكَر إلى جانب كلِّ واحدٍ منها ما يَتَعَلَّقُ به، ويحسُن أن يسمَّى التقسيم "التقسيم المذيَّل".

ومن الأمثلة على هذا الإِطلاق ما يلي:

المثال الأول: ما رواه مسلم وغيره عن أبي مَالِكِ الأشعريّ أنّ النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

"الطَّهُورُ شَطْرُ الإِيمان، والْحَمْدُ للَّهِ تَمْلأُ المِيزَانَ، وسبحان اللَّهِ والحَمْدُ للَّهِ تَمْلآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، والصَّلاةُ نور، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِيَاءٌ، والقُرْآن حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النَّاسِ يغدُوا فَبَائِعٌ نَفْسَهُ: فمُعْتِقُها أوْ مُوبِقُهَا".

جاء في هذا الحديث وفق هذا الإِطلاق أقْسَامُ سبْعَة، آخرها: "والقرآن حُجَّةٌ لَكَ أو عَلَيْكَ".

أمَّا عبارة: "كُلُّ الناس يَغْدُو فَبَائعُ نَفْسَه: فَمُعْتِقُها أو مُوبِقُهَا". فتَصْلُحُ مثالاً للإِطلاق الأول للتقسيم، والمتعدّد الأوّل منه جاء مجملاً، والمتعدّ التالي المتعلّق به جاء مُفَصّلاً، أي: فَقِسْمٌ مُعْتِقُ نفسه من النار بالعمل الصالح وقسم مُوْبِقٌ نفسه أي: مهلكها ومعرّضها للعذاب بالنار بما يكتسب من معاصي وآثام.

المثال الثاني: قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

"أَحْسِنْ إلَى مَنْ شِئْتَ تكُنْ أَمِيرَهُ، واسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَه، واحْتَجْ إلى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>