الثاني: لعدم استحقاق شركائهم الذكر والمقارنة بالله الخالق الحكيم، الذي هو قائم على كلّ نفس بما كسبت.
***
سادس عشر- لفت النّظر إلى معانٍ دقيقة لا يَتَنَبَّهُ لها الذهن العادي من أوّل وهلة:
ومن عناصر الجمال الأدبي في الكلام لفت النَّظر إلى معانٍ دقيقة لا يتنبّه لها الذهن العاديّ من أوّل وهلة، لكنّه إذا لُفِتَ نَظَرُهُ إليها، أو انتبه لها بنفسه أُعْجِبَ بها، وربّما أحسّ أنه امتلك أمراً طريفاً لم يكن يخطر على باله.
ومن أمثلة هذا قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح:
"ومن بطّأ به عمله لم يُسرع به نسبه".
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح:
فنبّه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الأقوال على أفكار طريفة قلّما يتنبّه لها الذهن العادي، وقلّما تَخْطُر على البال، لا سيّما ماجاء في بيان نصر الظالم، فمن المثير للاستغراب دعوة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى نُصْرَةِ إخواننا الظالمين، لكن من المريح والمثير للإِعجاب تفسير ذلك بَحَجْزِهِمْ عن الظلم، وكفِّهِمْ عن ممارسته والقيام به، لئلاّ يوقعهم في المهالك.