للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما كان تعلمه ضرراً، لا نفع فيه، فهو محرم، لا يجوز تعلمه وتعليمه.

٣ - قوله تعالى: ﴿ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق﴾ [سورة البقرة: ١٠٢]. والخلاق: النصيب.

وجه الدلالة: أن الله بين أن من اشترى السحر وفعله، لا حظ ولا نصيب له في الآخرة، والذي لا حظ له في الآخرة هو الكافر، فشيء هذه عاقبة أمره محرم لا شك فيه.

٤ - قوله تعالى: ﴿إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى﴾ [سورة طه: ٦٩].

وقوله سبحانه: ﴿ولا يفلح الساحرون﴾ [سورة يونس: ٧٧].

وجه الدلالة: أن الله نفى الفلاح عن الساحر، وعمل لا يفلح عامله محرم، لا يجوز فعله.

٥ - قوله تعالى عن سحرة فرعون له حينما آمنوا، وتابوا من السحر: ﴿إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر﴾ [سورة طه: ٧٣].

فهم آمنوا بالله، وثبتوا على إيمانهم طمعاً في مغفرة الله لهم ذنوبهم، وما أُكْرِهوا عليه من السحر، فدل على أن السحر ذنب، وجرم عظيم، فيحرم فعله، ويجب اجتنابه.

٦ - ما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن، يا رسول الله؟، قال: الشرك بالله، والسحر … » الحديث (١).

وجه الاستدلال: أن رسول الله عدّه من الموبقات التي توبق وتهلك صاحبها، وجعله قرين الشرك، فدل على أنه ذنب عظيم محرم، لا يجوز فعله.


(١) قد سبق ذكره كاملاً، وتخريجه في ص (١٩).

<<  <   >  >>