للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: تفسير مفردات الآية، وبيان أقوال المفسرين إجمالاً

قوله تعالى: ﴿واتبعوا ما تتلوا الشياطين … ﴾ [سورة البقرة: ١٠٢].

ذكر المفسرون في معنى «تتلوا» قولين هما:

الأول: «تتلوا» بمعنى: «تروي، وتتكلم، وتخبر»، وبه قال ابن عباس، وعطاء (١)، وقتادة (٢) (٣).

الثاني: «تتلوا» بمعنى: تتبع، وتعمل به؛ وبه قال ابن عباس، وأبو رزين (٤) (٥).

وسبب الاختلاف: أن «تتلوا» ترد في كلام العرب لمعنيين: فترد بمعنى القراءة، وهذا كثير في القرآن، ومنه قوله تعالى: ﴿وما تكون في شأن وما تتلوا منه من


(١) هو عطاء بن أبي رباح، بفتح الراء والباء، وأسم أبي رباح: أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، مات سنة (١١٤) هـ، وقيل إنه تغير بآخره. انظر ترجمته في: التقريب ص (٦٧٧).
(٢) هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري الضرير، ثقة ثبت، وكان من أوعية العلم والحفظ، رأسا في التفسير والحديث، توفي سنة (١١٨) هـ، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد (٧/ ٢٢٩)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ٢٦٩)، والتقريب ص (٧٩٨).
(٣) انظر: تفسير الطبري (٢/ ٤٠٩)، وغريب القرآن لابن قتيبة ص (٥٩)، والمحرر الوجيز
(١/ ٣٠٥)، والبحر المحيط (١/ ٥٢٢)، وتفسير القرطبي (٢/ ٤٢)، وفتح القدير (١/ ١٨٣).
(٤) هو مسعود بن مالك، أبو رزين الأسدي، مولى أبي وائل الأسدي، الكوفي، ثقة فاضل، مات سنة خمس وثمانين. انظر ترجمته في: التقريب ص (٩٣٦).
(٥) انظر: تفسير الطبري، والمحرر الوجيز، والبحر المحيط بنفس الجزء والصفحة السابقين.

<<  <   >  >>