للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: الفصل الأول: السحر تعريفه، وأدلته، وقوعه، وتحريمه، وخطره، وحكم إتيان الساحر]

وتحته أربعة مباحث:

المبحث الأول: تعريف السحر لغة واصطلاحاً

[السحر في اللغة]

يرد السحر في لغة العرب لعدة معاني ترجع إلى أصل واحد، وهو صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، ومنه قوله تعالى: ﴿فأنى تسحرون﴾ [سورة المؤمنون: ٨٩]؛ أي تصرفون، ومنه قوله : «إن من البيان لسحراً» (١).

قال الأزهري (٢) في تهذيب اللغة: «وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره»، وقال الفراء (٣) في قوله: ﴿فأنى تسحرون﴾ [سورة المؤمنون: ٨٩]:


(١) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر في موضعين؛ الأول: في كتاب النكاح، باب الخطبة، انظر: فتح الباري (٩/ ١٠٩)، حديث رقم: (٥١٤٦)، والموضع الثاني في كتاب الطب، باب إن من البيان لسحرا، انظر: فتح الباري (١٠/ ٢٤٧)، حديث رقم:
(٥٧٦٧)، ولفظه: «جاء رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال النبي
: «إن من البيان لسحرا». وأخرجه مسلم في صحيحه (٢/ ٥٩٤)، حديث رقم:
(٨٦٩)، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، من حديث عمار بن ياسر .
(٢) هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور، أحد الأئمة في اللغة والأدب، مولده ووفاته في هراة بخراسان، نسبة إلى جده الأزهر، عني بالفقه أولاً، فاشتهر به، ثم غلب عليه التبحر في العربية، فرحل في طلبها، وقصد القبائل، وتوسع في أخبارهم، له كتاب تهذيب اللغة، وتفسير القرآن، وغيرهما، مات سنة ٣٧٠ هـ. انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء
(١٦/ ٣١٥) وما بعدها، وبغية الوعاة (١/ ١٩)، والأعلام للزركلي (٥/ ٣١١).
(٣) هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي، أبو زكريا، المعروف بالفراء، إمام الكوفيين، وأعلمهم باللغة وفنون الأدب، ولد بالكوفة سنة ١٤٤ هـ، وانتقل إلى بغداد، مكثر في التأليف، ومن مؤلفاته: معاني القرآن، والمذكر والمؤنث، مات سنة ٢٠٧ هـ.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١٠/ ١١٨)، وبغية الوعاة (٢/ ٣٣٣)، والأعلام للزركلي (٨/ ١٤٥).

<<  <   >  >>