للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«معناه تصرفون» (١)، وقال يونس (٢): «تقول العرب للرجل: ما سحرك عن وجه كذا وكذا، أي ما صرفك عنه» (٣).

وقال أبو عبيد (٤) في قوله : «إن من البيان لسحراً» كأن المعنى - والله أعلم - أنه يبلغ من ثنائه أنه يمدح الإنسان، فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله، ثم يذمه فيصدقه فيه، حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر، فكأنه قد


(١) انظره في معاني القرآن له (٢/ ٢٤١).
(٢) هو يونس بن حبيب الضبي مولاهم البصري، أبو عبد الرحمن، يعرف بالنحوي، كان علامة بالأدب، وكان إمام نحاة البصرة في عصره، ولد سنة ٩٤ هـ، أخذ عن عمرو بن العلاء، وسمع من العرب، روى عنه سيبويه، والكسائي، والفراء، قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة، أملأ كل يوم ألواحي من حفظه، له معاني القرآن: كبير وصغير، واللغات، والنوادر، وغيرها؛ مات سنة ١٨٢ هـ. انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٨/ ١٩١)، وبغية الوعاة (٢/ ٣٦٥)، والأعلام (٨/ ٢٦١).
(٣) انظر: تهذيب اللغة (٤/ ٢٩٠) مادة سحر.
(٤) هو الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون، أبو عبيد، القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي الأزدي الخزاعي مولاهم، ولد بهراة سنة ١٥٧ هـ، وتعلم بها، ورحل إلى بغداد، ومصر، صنف التصانيف المؤنقة التي سارت بها الركبان، منها: كتاب الأموال، وغريب الحديث، وفضائل القرآن، وغيرها كثير؛ مات بمكة، سنة ٢٢٤ هـ.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٩٠)، وبغية الوعاة (٢/ ٢٥٣)، والأعلام للزركلي (٥/ ١٧٦).

<<  <   >  >>